منتدى المدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هو منتدى تربوي تعليمي يهدف الى نشر العلم و المعرفة

دخول

لقد نسيت كلمة السر

المواضيع الأخيرة

» عبر و مواعظ
جدارية محمود درويش Emptyالجمعة سبتمبر 04 2015, 15:39 من طرف Admin

» الإعلان (رقم 02) عن مسابقة الماستر
جدارية محمود درويش Emptyالجمعة سبتمبر 04 2015, 12:36 من طرف Admin

» لجنة تحضير مسابقة الماجستير للسنة الجامعية 2015-2016
جدارية محمود درويش Emptyالجمعة سبتمبر 04 2015, 12:35 من طرف Admin

» شكر وعرفان
جدارية محمود درويش Emptyالأحد يوليو 13 2014, 14:35 من طرف faradj

» هل تعرف رأي الله فيك؟
جدارية محمود درويش Emptyالخميس يونيو 12 2014, 13:44 من طرف مسلمة و أفتخر

» اجب بصراحة لتتعرف على نفسك
جدارية محمود درويش Emptyالخميس يونيو 12 2014, 13:32 من طرف مسلمة و أفتخر

» كلمات روعة معانيها
جدارية محمود درويش Emptyالأربعاء مايو 21 2014, 12:35 من طرف Ameralia

» رسالة ترحيب
جدارية محمود درويش Emptyالسبت مارس 01 2014, 18:36 من طرف أمل

» ترحيب واستفسار
جدارية محمود درويش Emptyالخميس يناير 16 2014, 20:39 من طرف أمل


    جدارية محمود درويش

    Admin
    Admin
    Admin


    انثى عدد الرسائل : 202
    العمر : 36
    الموقع : nesrine1956@yahoo.fr
    العمل/الترفيه : طالبة جامعية
    تاريخ التسجيل : 04/01/2009

    جدارية محمود درويش Empty جدارية محمود درويش

    مُساهمة من طرف Admin الخميس أكتوبر 06 2011, 20:12

    هذا هُوَ اسمُكَ /

    قالتِ امرأةٌ ،

    وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ…

    أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي .

    ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ

    طُفُولَةٍ أَخرى . ولم أَحلُمْ بأني

    كنتُ أَحلُمُ . كُلُّ شيءٍ واقعيٌّ . كُنْتُ

    أَعلَمُ أَنني أُلْقي بنفسي جانباً…

    وأَطيرُ . سوف أكونُ ما سأَصيرُ في

    الفَلَك الأَخيرِ .

    ..

    وكُلُّ شيء أَبيضُ ،

    البحرُ المُعَلَّقُ فوق سقف غمامةٍ

    بيضاءَ . والَّلا شيء أَبيضُ في

    سماء المُطْلَق البيضاءِ . كُنْتُ ، ولم

    أَكُنْ . فأنا وحيدٌ في نواحي هذه

    الأَبديَّة البيضاء . جئتُ قُبَيْل ميعادي

    فلم يَظْهَرْ ملاكٌ واحدٌ ليقول لي :

    (( ماذا فعلتَ ، هناك ، في الدنيا ؟ ))

    ولم أَسمع هُتَافَ الطيِّبينَ ، ولا

    أَنينَ الخاطئينَ ، أَنا وحيدٌ في البياض ،

    أَنا وحيدُ …

    ..

    لاشيء يُوجِعُني على باب القيامةِ .

    لا الزمانُ ولا العواطفُ . لا

    أُحِسُّ بخفَّةِ الأشياء أَو ثِقَلِ

    الهواجس . لم أَجد أَحداً لأسأل :

    أَين (( أَيْني )) الآن ؟ أَين مدينةُ

    الموتى ، وأَين أَنا ؟ فلا عَدَمٌ

    هنا في اللا هنا … في اللازمان ،

    ولا وُجُودُ

    ..

    وكأنني قد متُّ قبل الآن …

    أَعرفُ هذه الرؤيا ، وأَعرفُ أَنني

    أَمضي إلى ما لَسْتُ أَعرفُ . رُبَّما

    ما زلتُ حيّاً في مكانٍ ما، وأَعرفُ

    ما أُريدُ …

    سأصيرُ يوماً ما أُريدُ

    ..

    سأَصيرُ يوماً فكرةً . لا سَيْفَ يحملُها

    إلى الأرضِ اليبابِ ، ولا كتابَ …

    كأنَّها مَطَرٌ على جَبَلٍ تَصَدَّعَ من

    تَفَتُّح عُشْبَةٍ ،

    لا القُوَّةُ انتصرتْ

    ولا العَدْلُ الشريدُ

    ..

    سأَصير يوماً ما أُريدُ

    ..

    سأصير يوماً طائراً ، وأَسُلُّ من عَدَمي

    وجودي . كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ

    اقتربتُ من الحقيقةِ ، وانبعثتُ من

    الرمادِ . أَنا حوارُ الحالمين ، عَزَفْتُ

    عن جَسَدي وعن نفسي لأُكْمِلَ

    رحلتي الأولى إلى المعنى ، فأَحْرَقَني

    وغاب . أَنا الغيابُ . أَنا السماويُّ

    الطريدُ .

    ..

    سأَصير يوماً ما أُريدُ

    ..

    سأَصير يوماً كرمةً ،

    فَلْيَعْتَصِرني الصيفُ منذ الآن ،

    وليشربْ نبيذي العابرون على

    ثُرَيَّات المكان السُكَّريِّ !

    أَنا الرسالةُ والرسولُ

    أَنا العناوينُ الصغيرةُ والبريدُ

    ..

    سأَصير يوماً ما أُريدُ

    ..

    هذا هُوَ اسمُكَ /

    قالتِ امرأةٌ ،

    وغابتْ في مَمَرِّ بياضها .

    هذا هُوَ اسمُكَ ، فاحفظِ اسْمَكَ جَيِّداً !

    لا تختلفْ مَعَهُ على حَرْفٍ

    ولا تَعْبَأْ براياتِ القبائلِ ،

    كُنْ صديقاً لاسمك الأُفُقِيِّ

    جَرِّبْهُ مع الأحياء والموتى

    ودَرِّبْهُ على النُطْق الصحيح برفقة الغرباء

    واكتُبْهُ على إحدى صُخُور الكهف ،

    يااسمي : سوف تكبَرُ حين أَكبَرُ

    سوف تحمِلُني وأَحملُكَ

    الغريبُ أَخُ الغريب

    سنأخُذُ الأُنثى بحرف العِلَّة المنذور للنايات

    يا اسمي: أَين نحن الآن ؟

    قل : ما الآن ، ما الغَدُ ؟

    ما الزمانُ وما المكانُ

    وما القديمُ وما الجديدُ ؟

    ..

    سنكون يوماً ما نريدُ

    ..

    لا الرحلةُ ابتدأتْ ، ولا الدربُ انتهى

    لم يَبْلُغِ الحكماءُ غربتَهُمْ

    كما لم يَبْلُغ الغرباءُ حكمتَهمْ

    ولم نعرف من الأزهار غيرَ شقائقِ النعمانِ ،

    فلنذهب إلى أَعلى الجداريات :

    أَرضُ قصيدتي خضراءُ ، عاليةُ ،

    كلامُ الله عند الفجر أَرضُ قصيدتي

    وأَنا البعيدُ

    أَنا البعيدُ

    ..

    في كُلِّ ريحٍ تَعْبَثُ امرأةٌ بشاعرها

    - خُذِ الجهةَ التي أَهديتني

    الجهةَ التي انكَسَرتْ ،

    وهاتِ أُنوثتي ،

    لم يَبْقَ لي إلاّ التَأمُّلُ في

    تجاعيد البُحَيْرَة . خُذْ غدي عنِّي

    وهاتِ الأمس ، واتركنا معاً

    لا شيءَ ، بعدَكَ ، سوف يرحَلُ

    أَو يَعُودُ

    ..

    - وخُذي القصيدةَ إن أَردتِ

    فليس لي فيها سواكِ

    خُذي (( أَنا )) كِ . سأُكْملُ المنفى

    بما تركَتْ يداكِ من الرسائل لليمامِ .

    فأيُّنا منا (( أَنا )) لأكون آخرَها ؟

    ستسقطُ نجمةٌ بين الكتابة والكلامِ

    وتَنْشُرُ الذكرى خواطرها : وُلِدْنا

    في زمان السيف والمزمار بين

    التين والصُبَّار . كان الموتُ أَبطأَ .

    كان أَوْضَح . كان هُدْنَةَ عابرين

    على مَصَبِّ النهر . أَما الآن ،

    فالزرُّ الإلكترونيُّ يعمل وَحْدَهُ . لا

    قاتلٌ يُصْغي إلى قتلى . ولا يتلو

    وصيَّتَهُ شهيدُ

    ..

    من أَيِّ ريح جئتِ ؟

    قولي ما اسمُ جُرْحِكِ أَعرفِ

    الطُرُقَ التي سنضيع فيها مَرّتيْنِ !

    وكُلُّ نَبْضٍ فيكِ يُوجعُني ، ويُرْجِعُني

    إلى زَمَنٍ خرافيّ . ويوجعني دمي

    والملحُ يوجعني … ويوجعني الوريدُ

    ..

    في الجرّة المكسورةِ انتحبتْ نساءُ

    الساحل السوريّ من طول المسافةِ ،

    واحترقْنَ بشمس آبَ . رأيتُهنَّ على

    طريق النبع قبل ولادتي . وسمعتُ

    صَوْتَ الماء في الفخّار يبكيهنّ :

    عُدْنَ إلى السحابة يرجعِ الزَمَنُ الرغيدُ

    ..

    قال الصدى :

    لاشيء يرجعُ غيرُ ماضي الأقوياء

    على مِسلاَّت المدى … [ ذهبيّةٌٌ آثارُهُمْ

    ذهبيّةٌٌ ] ورسائلِ الضعفاءِ للغَدِ ،

    أَعْطِنا خُبْزَ الكفاف ، وحاضراً أَقوى .

    فليس لنا التقمُّصُ والحُلُولُ ولا الخُلُودُ

    ..

    قال الصدى :

    وتعبتُ من أَملي العُضَال . تعبتُ

    من شَرَك الجماليّات : ماذا بعد

    بابلَ؟ كُلَّما اتَّضَحَ الطريقُ إلى

    السماء ، وأَسْفَرَ المجهولُ عن هَدَفٍ

    نهائيّ تَفَشَّى النثرُ في الصلوات ،

    وانكسر النشيدُ

    ..

    خضراءُ ، أَرضُ قصيدتي خضراءُ عالية ٌ…

    تُطِلُّ عليَّ من بطحاء هاويتي …

    غريبٌ أَنتَ في معناك . يكفي أَن

    تكون هناك ، وحدك ، كي تصيرَ

    قبيلةً…

    غَنَّيْتُ كي أَزِنَ المدى المهدُورَ

    في وَجَع الحمامةِ ،

    لا لأَشْرَحَ ما يقولُ اللهُ للإنسان ،

    لَسْتُ أَنا النبيَّ لأَدَّعي وَحْياً

    وأُعْلِنَ أَنَّ هاويتي صُعُودُ

    ..

    وأَنا الغريب بكُلِّ ما أُوتيتُ من

    لُغَتي . ولو أخضعتُ عاطفتي بحرف

    الضاد ، تخضعني بحرف الياء عاطفتي ،

    وللكلمات وَهيَ بعيدةٌ أَرضٌ تُجاوِرُ

    كوكباً أَعلى . وللكلمات وَهيَ قريبةٌ

    منفى . ولا يكفي الكتابُ لكي أَقول :

    وجدتُ نفسي حاضراً مِلْءَ الغياب .

    وكُلَّما فَتَّشْتُ عن نفسي وجدتُ

    الآخرين . وكُلَّما فتَّشْتُ عَنْهُمْ لم

    أَجد فيهم سوى نَفسي الغريبةِ ،

    هل أَنا الفَرْدُ الحُشُودُ

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20 2024, 01:43